أثناء الإعداد شاركت أصدقائي عنوان التدوينة فوصلتني انطباعات بين من يرى أننا جميعا نعيش على مفترق طرق في حياتنا، وتعليق آخر بالفرق من يخطط لحياته ومن لا يخطط فيتركها تسير به، “نقطة تحول أم مفترق طرق” خاطرة تدور حول اتخاذ القرار وصناعته، ولكن من أي زاوية.
عادة ما يصاحب فكرة التغيير الكثير من القلق والتوتر خشية المجهول أو ترك أمر معتاد أو رهبة من المغامرة والمخاطرة، ولذلك فإن إدارة التغيير في حياتنا مزيج بين قيادة حازمة وتخطيط محكم واستثمار للوقت والتوقيت، وقبل ذلك كله حسن توكلٍ ويقين. وأيا كان الدافع نحو الانتقال لتغيير جديد فإنه لا بد من الإعداد المسبق له وحساب العواقب منه، وإلا كان تغييرا حماسيا أو مجرد رد فعل أو ربما كان تكيفا مع ظرف فرض علينا. ومن المهم معرفة أن الهدف من إدارة التغيير: تعديل منحنى تأثر الإنتاجية بسبب التغيير، ,وحسن الموائمة مع التغيير وتعجيل عودة الإنتاج وظهوره، ودون شك من المهم تحقيق مخرجات أفضل وإلا لم يكن هناك تغيير حقيقي.
حينما تعصف رياح التغيير، فإن بعض الأشخاص يبنون ملاجئ، بينما آخرون يشيدون طواحين الهواء – حكمة صينية #حكمة #حكم #التغيير
— محمد السقاف (@saqafcom) April 18, 2013
العجيب أمام التغيير هو ردة فعل الناس وتعاملهم معه، بين من ينظرون للأمور أنها “مفترق طرق” وبين من يرونها “نقطة تحول”، كما تقول الحكمة: “كل مشكلة هي فرصة متنكرة”، ولنتعرف على بعض أصناف الناس في التعامل مع التغيير وفقا لنموذج كوبلر روس 1969م الذي وضعه رصدا لردة فعل الناس مع خبر اقتراب الوفاة أو الأخبار المريعة:
عادة ما يكون لأي تغيير معارضون، المهم ألا يفقد هذا التغيير احترامه – علوي يحيى
في إحدى المرات شاركت لغزا مع أصدقائي عبر العاتف من خلال برنامج “واتس أب” والإجابة مكونة من أربعة أرقام، فكانت إجابة أحدهم أقرب للصواب فأوشكت أن أجيبه: جيد، هناك رقم واحد خطأ. ففكرت بتغيير الزاوية والتعبير بشكل مختلف، فأجبت: رائع، هناك ثلاثة أرقام صحيحة. وفي المقابل تحصل مواقف عدة في يومياتنا مع أنفسنا أو من حولنا تكشف لنا ذواتنا وأفكارنا التي تراها في مرآتهم وفي مرآة كل منا إن هو اعتنى بها ونظر إليها.
واحدة من المهارات والخطوات المفيدة على المستوى الشخصي والعملي في سرعة الموائمة والتغيير، كما نشرته مجلة المركز الأمريكي للتطوير والتدريب ASTD ضمن أهم خمس مهارات لتطويرها في العام 2013:
هذه الرياضة لا تقل أهمية عن الرياضات الجسدية، لتكسب الإنسان لياقة في مراقبته لألفاظه وتصرفاته وأفكاره ومواقفه، ومن ثم مشاهدة ذلك في مرآة أصدقائه ومحيطه القريب والعام، ففي الحديث الشريف: “المؤمن مرآة أخيه“، وكلما زادت نقاوة المرايا المحيطة بنا وتعددت زواياها كلما عكست حقيقة كوامننا. وتذكر: رؤيتك في المرايا ذاتها يوصلك إلى نفس التفكير والعقلية، فلم لا تضيف مرايا جديدة، مصادر للمعلومة والمعرفة، وانظر حينها كيف يكون شكل الأشياء.
كن في الاكتشاف كطفل لا يخشى المخاطر، يجرح نفسه.. يتعثر ويقع، يبحث عن الجديد ويستمتع باكتشاف أبسط الأشياء، فيتعلم ويتغير في كل مرة.
— محمد السقاف (@saqafcom) April 20, 2013
لنا أن نتأمل وصية الإمام الشافعي الجامعة المانعة لتلميذه الربيع بن سليمان: “يا ربيع، اكس ألفاظك“. كسوة هذه الألفاظ تقودنا إلى “اللغة” التي تساعد الناطق بها على فهم دلالاتها وتنمية عقله، وإذا انتقلنا إلى خطوة متقدمة فلن نقول: اللغة العربية ولكن نقول: “لغة القرآن” لأن اللغة العربية قبل لغة القرآن كانت عادية أو بليغة فصيحة إلى حد مقصور في الدلالة، فمثلاً: “الكريم” في الجاهلية هو كثير الولد وفي لغة القرآن هو الأتقى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). هذه اللغة هي التي تجدد اللغة العربية وتساعد عقل الإنسان لفهم الأشياء، لأن “التفكير المستقيم، يحتاج إلى لسان مستقيم”.
إحدى أهم نقاط التحول في حياتي: سويعات قضيتها في زيارة لعالم تجاوز الثمانين من عمره، وهو البروفسور محمد نقيب العطاس Syed Muhammad Naquib al-Attas كانت رحلة في عالم التاريخ واللغة والأدب والحكمة وخلاصات تجاربه وحواصل علمه ومعرفته، كلماته كانت دقيقة ومباشرة تصقل الفكر وتهذبه، وتفتح كوامن وأبواب العلوم والفهوم، دونت الكثير من المعلومات حينها، ثم دونت ما فهمت من طريقته في النظر للأمور وما بدى من زوايا مراياه، وأضيف هنا طرفا من كلامه حول التغيير فيما ذكره المفسرون لقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) أي لا يغير الله حال قوم إلى الأسوأ حتى يغيروا حالهم للأسوأ.
كثيرا ما أتفكر في أن كل ما تعلمته وعَلِمته ليس سوى نقطة في بحر العلوم والمعارف، وأن هذا المقال نقطة في بحر التغيير، فما هي نقاطك لتضعها على الحروف؟
اترك تعليقاً | عدد التعليقات: (14)
مثل هؤلاء نتمنى لقياهم والأخذ منهم نفعنا الله بعلومهم امين
تقييم التعليق: 0 0
هم كذلك
تقييم التعليق: 0 0
القيام بالتغيير وتجاوز كل الصعاب يؤدي للوصول لمفترق الطرق او نقطة التحول حيث يولد هذا الميكانيزم العجيب الرباني داخل كل منا ((طاقه +/-)) محركه لاحداث التغيير..
((ْ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهم ))..فعلا وشكرا عزيزي محمد
تقييم التعليق: 0 0
الأخ الكريم عيسى، شكرا لتعليقكم وفعلا هذه الطاقة فاعليتها في جعلها دافعة نحو الوصول للهدف والغاية من التغيير.
مودتي،
تقييم التعليق: 0 0
رغم ما تحمله رياح التغيير من أثار إيجابية على المستهدفين من التغيير ، إلا أن الكثير يتخوفه ويهاب الولوج في فعالياته وإجراءاته خوفاً من النتائج ،وهؤلاء تُسطير عليهم مقولة فرويد ( ولدنا هكذا .. وعشنا هكذا .. وسنموت هكذا .. فلماذا التغيير !!!! )
لذا أتفق معك أخي محمد في أن إدارة التغيير في حياتنا مزيج بين قيادة حازمة وتخطيط محكم واستثمار للوقت والتوقيت، وقبل ذلك كله حسن توكلٍ ويقين .
لك مودتي وتقديري
تقييم التعليق: 0 0
شكرا على ابدعاتك الجميلة
تقييم التعليق: 0 0
نعم للتغيير الهادف إلى الأفضل وليس للتغيير من أجل التغيير فقط
تقييم التعليق: 0 0
لا الله الا الله
مدير موقع قوت القلوب
تقييم التعليق: 0 0
مبده ما شاء الله هليك
تقييم التعليق: 0 0
شكرا لك
مدير موقع نجوم سبورت الرياضية
تقييم التعليق: 0 0
لا الله الا الله
تقييم التعليق: 0 0
thank you
مدير موقع شاليهات القاضى
تقييم التعليق: 0 0
thank you
مؤسسة تنظيف
تقييم التعليق: 0 0
thankss
مؤسسة تنظيف
تقييم التعليق: 0 0