هو الشوق للماء، بحثا عن الارتواء، وإن كان فيه زيادة الظمأ، فهل رأيتَ عاشقا يرتوي ويكتفي! عبارات وردت بخاطري منذ سنوات فدونتها واحتفظت بها حتى حين، وبينما كنت أقلب أوراقي ومذكراتي وجدتها تتسابق إلي، وتقفز من بين صويحباتها إلى يدي ، فارتأيت نشرها كما هي، لعلها تمطر وابلا أو طل “وجعلنا من الماء كل شيء حي“.
أعزاءنا المسافرين حمدا لله على سلامة الوصول وأهلا بكم في مطار القاهرة الدولي، الساعة الآن السادسة والنصف مساءً ودرجة الحرارة…… صوت مذياع الطائرة غير موجة تفكيري وأعاد في ذهني شريط ذكريات الزيارة السابقة، وسرعان ما قفزت أفكار وتساؤلات عن قضائي هذه الأيام في أم الدنيا، هل ستكون مختلفة فعلا عن سابقاتها، وماذا سيمر بي من مواقف ومشاهد؟ حسنا! إنه وقت …
تسعة وعشرون يوما سرعان ما انقضت، بين أجواء مدينة الألف مأذنة، كأنها لمحة ساحرة، أو غمضة عابرة، تقول العبارة: “إذا أنت قمت بعمل الأشياء ذاتها كل مرة، حتما ستحصل على نفس النتائج في كل مرة”، لذا قررت تغيير الطريقة المعتادة و الأماكن المألوفة، والانتقال من العيش بجوار الناس إلى العيش وسطهم وفيهم، وقبل كل ذا تغيير زاوية النظر للأمور ومدى اتساعها.
صف نفسك في كلمات !! سؤال لا يجيب عنه إلا من يعرف من يكون .. تعجبت بالأمس أني سألت عددا من الشباب فلم يجبني إلا واحد فقط .. أعجبني صدقه مع نفسه حين قال : أنا رجل يبحث عن نفسه .. والبعض قد أصابه الذهول، ربما من السؤال أو لأنه لايجد إجابة؟؟!!