تدور من حولنا المواقف، تستفز عواطفنا وتستحث خيالنا، وتفتح الآفاق لحوارات بين عقلانية العقل وخياله، بين إدراكه وشعوره، بين متعة التحليق في عالم واسع، وألم السير في أرض الواقع، فهل يصوغ لنا خيالنا خاطرة تعيد لأفكارنا ترتيبها، ولكوامننا استقرارها، لنصل إلى نقطة، نقطة اتزان أو انطلاق، أو ربما نقطة وفاق..
هو الشوق للماء، بحثا عن الارتواء، وإن كان فيه زيادة الظمأ، فهل رأيتَ عاشقا يرتوي ويكتفي! عبارات وردت بخاطري منذ سنوات فدونتها واحتفظت بها حتى حين، وبينما كنت أقلب أوراقي ومذكراتي وجدتها تتسابق إلي، وتقفز من بين صويحباتها إلى يدي ، فارتأيت نشرها كما هي، لعلها تمطر وابلا أو طل “وجعلنا من الماء كل شيء حي“.
تسعة وعشرون يوما سرعان ما انقضت، بين أجواء مدينة الألف مأذنة، كأنها لمحة ساحرة، أو غمضة عابرة، تقول العبارة: “إذا أنت قمت بعمل الأشياء ذاتها كل مرة، حتما ستحصل على نفس النتائج في كل مرة”، لذا قررت تغيير الطريقة المعتادة و الأماكن المألوفة، والانتقال من العيش بجوار الناس إلى العيش وسطهم وفيهم، وقبل كل ذا تغيير زاوية النظر للأمور ومدى اتساعها.
قمت بالحجز عبر الهاتف وحددت المقعد كذلك، وأخذت كرت صعود الطائرة قبل يوم من السفر، على خلاف عادتي بل أعتبره تحسن جيد فضلا أني حضرت قبل موعد الرحلة بوقت مبكر، وبعد كل ذا لم أجلس على مقعدي المحدد، وقابلتني مضيفة الطائرة بابتسامة صفراء: “free seat sir”.. دائما ما أقول: المثالية الزائدة لا تفيد أحيانا 🙂