أكتب اليوم عن معشوقتي، فاتنتي وأسُّ صبابتي، -اللغة العربية- من كلما بدى لي من جمالها معنى تمكنت في مهجتي، وكلما شاد من أبجدها مبنى زادت بها ولعتي، وأضرمت بي نارَ شوقٍ جذوتُها لهفتي، ولإن كانت أنواع النار لدى العرب أربعة عشر نوعا وللمحبة ستون اسما، فاضرب أولاء بتلك لعلك تدرك مقدار لوعتي.
“بلادي هي الجزائر وعليها طوران حائر، وبغيت نروح لها زائر” منذ أن سمعتها – قبل عشر سنوات تقريبا- وأنا أشعر بعمق الحنين في نبرة مغنيها لهذا البلد الجميل، وبمودة له تداعب أحاسيسي، ولم يخطر ببالي يوما أني أزور الجزائر وتحديدا وهران أو الباهية أو وهرن كما ينطقها أهلها، وفي الفترة ذاتها سمعت كلمة لم أفهمها من دحمان الحراشي يقول: “يا الرايح وين مسافر …
سلمت عليه وتبادلنا التحايا بالشهر الفضيل – رمضان – وتحادثنا عن الثقافات والعلوم، والحضارات وغرائب الأشياء، حينها فاجأني بسؤال: أتعرف أيام السنة بتواريخها؟ فأجبته: ممكن ذلك باستخدام التقويم، فقال: ولكني أعرفها كلها دون الحاجة للتقويم، خَمّنتُ أنه يمازحني أو يختبرني ولكن عينيه تحكيان بوضوح أنه يعرف ما يقول تماما، لذلك أردت أن اكتشف ماخلف ذلك وأفهم حقيقة ما يقول، فما هي الحكاية!
ولعي وحرصي على تدوين الشاردة والواردة من المعلومات والمواقف التي تمر بي منذ الصغر، أوجد لدي حصيلة معرفية ذهنيا وعلى عدد لابأس به من المفكرات، فتجدني أحتار حين أسافر في أي مفكرة سآخذها معي، ولذا وضعت تصنيفا جديدا “مفكرتي” في الموقع، أضع فيه أفضل مادونته ضمن مقالات متفرقة، أضيف لها معلومات تكميلية لتسهل العودة لها متى احتجت، ويستفيد منها الجميع.