يقولون إن العين هي نافذة الروح، وفي الشام يقال: العين مغرفة الكلام، ربما لأن تلك العدسة أو المرآة ذات بُعدين، فهي تسمح لنا بإدراك الآخر، وفي الوقت ذاته تتيح لنا فرصة التأمل في ذاتنا، ومتى صَفَت تلك العين اتسع هذا الإدراك ونَـمى، ولا أنقى من روح طفل تبعث الحياة في الجوامد وتعبث بوجدان الأحياء، ثم إن كل شيء محيطٌ بك …
أثناء الإعداد شاركت أصدقائي عنوان التدوينة فوصلتني انطباعات بين من يرى أننا جميعا نعيش على مفترق طرق في حياتنا، وتعليق آخر بالفرق من يخطط لحياته ومن لا يخطط فيتركها تسير به، “نقطة تحول أم مفترق طرق” خاطرة تدور حول اتخاذ القرار وصناعته، ولكن من أي زاوية.
أعزاءنا المسافرين حمدا لله على سلامة الوصول وأهلا بكم في مطار القاهرة الدولي، الساعة الآن السادسة والنصف مساءً ودرجة الحرارة…… صوت مذياع الطائرة غير موجة تفكيري وأعاد في ذهني شريط ذكريات الزيارة السابقة، وسرعان ما قفزت أفكار وتساؤلات عن قضائي هذه الأيام في أم الدنيا، هل ستكون مختلفة فعلا عن سابقاتها، وماذا سيمر بي من مواقف ومشاهد؟ حسنا! إنه وقت …
تسعة وعشرون يوما سرعان ما انقضت، بين أجواء مدينة الألف مأذنة، كأنها لمحة ساحرة، أو غمضة عابرة، تقول العبارة: “إذا أنت قمت بعمل الأشياء ذاتها كل مرة، حتما ستحصل على نفس النتائج في كل مرة”، لذا قررت تغيير الطريقة المعتادة و الأماكن المألوفة، والانتقال من العيش بجوار الناس إلى العيش وسطهم وفيهم، وقبل كل ذا تغيير زاوية النظر للأمور ومدى اتساعها.
أيام من السفر المتواصل، وانقطاع عن التدوين خلال تلك الفترة، على الرغم من زخم الأفكار ووجود المواضيع الجديدة، إلا أن استكشاف الجديد وخصوصا في السفر يمنحك التأني فيما ستقوله وتكتبه، ولعلي أضع حدا لهذا التمهل، وأكسر حاجز الصمت أمام هذه المدينة العريقة مدينة سام بن نوح..