- سقاف . كوم - https://www.saqaf.com -

رحمك الله يا خالي

[1]

قال تعالى: ( يأ أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )

انتقل إلى جوار ربه وعفوه وواسع فضله وجوده، بعد معاناة مع المرض والدي بعد والدي، خالي الأديب الأريب والحسيب النسيب علي بن عقيل آل مطهر ، عصر يوم الجمعة 18 شوال 1432هـ الموافق 16 سبتمبر 2011 ، نسألكم الدعاء له بالرحمة والمغفرة، والعفو والمسامحة..

خالي وأستاذي رحمه الله ممن دفعوا بي نحو حب الأدب واللغة والخط العربي والإلقاء، فحين كنا نزوره في إجازة الصيف يهدينا كتبا مختلفة فمرة سلسلة في النحو، ومرة كتاب ابن المقفع كليلة ودمنة، ومرة أذكى جذوة المنافسة فأهدانا كتابا في الخط العربي للخطاط هاشم محمد البغدادي [2] لي ولابنه ولابن خالتي حيث كنا في سن واحدة.
كان مولعا بالشعر والأدب، ويحب التندر بالألغاز والنكات الجميلة، ويسأل دوما عن معاني المفردات العربية الغريبة وإن لم أجب يتعجب كيف لا أعرفها، ولا زلت أذكره حين يقسمنا فريقين أخضر وأحمر وتبدأ المسابقة، وكان حريصا على توثيقها وتصويرها هذا منذ عشرين عام تقريبا.

وعلى أني لم أره منذ ستة عشر عاما إلا أني أعاينه بين كراستي ومحبرتي، رجل يحب النظام في الكلام والطعام والمنام والهندام، غيور على اللغة العربية، أذكر حين افتتحت المدونة اتصلت به لأخبره عنها، فكان سعيدا بها ويسألني عن ماذا سأكتب؟ وأي أسلوب تختار؟  وشجعني للاستمرار وهو سعيد بها.

فقدت والدي قبل عامين [3] واليوم خالي، وقد كتبت على صفحة صفحة الفيسبوك [4] مع اقتراب رمضان: “التدخين أذهب بحياة من أحب، واليوم شخص آخر غالٍ طريح الفراش بسببه. كلمة من قلب محب: رمضان فرصة لنسيان التدخين تماما”. هذا الشخص هو خالي رحمه الله، ادعوا له بالرحمة والمغفرة.

لله ما أبقى ولله ما أخذ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.