- سقاف . كوم - https://www.saqaf.com -

أمطرت، لتُبللَ قلبي

[1]

هو الشوق للماء، بحثا عن الارتواء، وإن كان فيه زيادة الظمأ، فهل رأيتَ عاشقا يرتوي ويكتفي! عبارات وردت بخاطري منذ سنوات فدونتها واحتفظت بها حتى حين، وبينما كنت أقلب أوراقي ومذكراتي وجدتها تتسابق إلي، وتقفز من بين صويحباتها إلى يدي ، فارتأيت نشرها كما هي، لعلها تمطر وابلا أو طل “وجعلنا من الماء كل شيء حي“.

أمطَرَتْ، لتبللَ قلبي..

وأرعدتْ، لتعتصِرَ أحشائي..

تعالتْ، فتتالت عَبَراتي..

* * *

تعجبتُ! إذْ لا غيمَ في سمائي..

تأملتُ، أنّى يكون ما بي؟..

تنبّهتُ، ما ذاكَ إلا بُكائي..

* * *

اغرورقتْ، فأغرقَتْ لُبّي ولُبابي..

أحرقتْ، فمن حرّها ذابَ فؤادي..

أضرَمتْ، جوى عاشقٍ مُتصابي..

تلألأتً، يا سامعي أيَّ تلألي..

* * *

تبلوَرَتْ، لما تحدّرَتْ..

فهيّجَتْ وَجدي واستجدَ هُيامي..

أطفأتْ، تقولُ: أطفأت!!

بل أشعلتْ، نيرانَ شوقي وأشجاني..

وأوقدَتْ، جمرةَ قلبي وكياني..

* * *

ها أنا ذا.. كما ترى!

عاشقٌ، بعثرهُ الهوى..

صبٌّ، قلبه قد اكتوى..

مُضنىً، مُفتّتُ الجوى..

مُتيمٌ، مالهُ من دوا..

سوى اللقا ولا شيء إلا اللقا..

أيا سامعاً دعوايَ لا أهملتني، وتركتني..

عجِّل إلهيَ باللقا…

محمد السقاف – 1425هـ