- سقاف . كوم - https://www.saqaf.com -

مصداقية الانترنت – المصادر والمراجع

[1]

حين تبحث عن أمر ما عبر “الانترنت” فأنت تتجه مباشرة لموقع أو محرك بحث قبل غيره من المواقع، وفي كل مرة تبحث عن تصنيف مختلف فأنت تتجه لموقع مختلف قبل قائمة مواقع أخرى ضمن نفس التصنيف، فهل هذا التصرف المعتاد أتى مصادفة؟ وهل هذه المواقع استحقت ذلك من دون سبب يذكر؟

المصادر والمراجع

إذا طلب منك البحث عن معلومة ما أو أردت الوصول إليها فأنت تبحث فيمن ألف وكتب حول نفس ما تريده، لتحصل على عدد من أسماء الكتب والمذكرات البحثية، ثم تفاضل بينها تبعا للمؤلف أو للتبويب والفهرسة أو تاريخ البحث وربما مظهره وجودة إخراجه.
أو أن تقوم بالتواصل مع أشخاص من حولك إما أن يدلوك على المعلومة ذاتها أو يختصرون لك الوقت بالإشارة والتوجيه إلى أي الكتب تذهب أو من تسأل، هؤلاء هم من تنطبق عليهم مقولة: العلم في الراس وليس في الكراس، فهم موسوعات علمية معرفية حية تسير بين الناس، كم أحترمهم وأخشى مع التطور التقني أن يظن الناس قدرتهم على الاستغناء عنهم بأقراص رقمية لاتؤكل أو ذاكرة تحفظ ولاتعي أو تميز ما بداخلها، والأدهى من ذلك تبلد هذه الموهبة والمهارة في الحفظ والمعرفة، والحرص على البحث والاطلاع، فأنت لست بحاجة لحفظ شيء ابتداء من أرقام الهاتف الخاصة بك وحتى أعقد المعلومات، كل ما تحتاج إليه هو أن تكتبها ثم تقوم بحفظها ولكن ليس في ذاكرتك وإنما في ذاكرة رقمية.

5%  لا تهمني
14% لا أؤمن بحقيقتها وواقعيتها
11% أول مرة أسمع بها
27% معلوماتي بسيطة
32% لدي معلومات كافية عنها
11% بحثت ولم أجد معلومات متكاملة

 إذا نظرنا لابتعاد الناس عن الكتب وإتقان البحث والإطلاع والحفظ، والانتقال لبديل الانترنت كمرجع بحثي -شئنا أم أبينا- أضف إلى ذلك اتساع رقعة وعدد مستخدمي الانترنت يوميا، والكم الهائل المعلوماتي الذي يضاف فيه، فإن الخطر هنا يكمن في الركون على الانترنت كوسيلة بحثية معرفية وحيدة، لأنها ستؤثر في مستوى الشخص الباحث من عدة جهات:

ودون أن أهمل النواحي الإيجابية التي قدمها الانترنت للحصول على المعلومة من حيث: السرعة وسهولة الوصول للمعلومة، وتوفير الوقت والجهد والمال، وكونها متاحة طوال ساعات اليوم، ولا تحملك عناء السفر لمعرفة تفاصيل بلاد أخرى، إضافة لتوفير المراجع والكتب ذاتها وإمكانية قراءتها وتحميلها على الحاسوب.
ولذا أقول: ليس الخلل أن يكون العالم في شاشة حاسوبك أو هاتفك، ولكن الخلل أن يكون عالمك منحصرا عليها.

 

 زلة العالِم، زلة عالَم.. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: “ويل للعالم من الأتباع يزل زلة فيرجع عنها ويتحملها الناس فيذهبون في الآفاق، وفي منثور الحكم والمدخل: زلة العالم كانكسار السفينة تغرق ويغرق معها خلق كثير” [فيض القدير للمناوي]وتجد في كتاب ابن القيم رحمه الله – إعلام الموقعين عن رب العالمين [2] – مبحث زلة العالم، غنية حول ذلك.

والقصد من الاستشهاد بزلة العالم هنا، لما يحصل في الشبكة ممن يكتب فيها، سواء عبر موقعه أو عبر المنتديات أو القوائم البريدية أو أي وسيلة أخرى، فتجده يكتب دون الاهتمام بالتوثيق أو البحث الدقيق، خصوصا في مسائل دينية أو اجتماعية مؤثرة، فتتفرق كلماته بين المواقع، ولايستطيع في حال اكتشاف خطأ أو الحاجة لتعديل أن يصححها أو يعود عنها لدى كل من نقل وقرأ ما كتبه، فلنتنبه.

 

المستخدم أم الموقع

 

 

يتبع.. مصداقية الانترنت – الإعلام الجديد