- سقاف . كوم - https://www.saqaf.com -

كسر الروتين ..

[1]

كسر الروتين

اسمحوا لي هذه المرة .. سأكسر النمط المعتاد للمدونة ..

لأن صباحي ابتدأ بأمر غير اعتيادي حطم مقاييس الروتين ..

إذا لابد أن أكمل يومي على هذا المنوال وربما أشد قوة ..

سأعود لأحكي بعضا مما حصل معي في هذا اليوم ..

وكنت أحاول كتابتها بالعامية كسرا للروتين أيضا فلم أستطع .. 🙂

تحديث :

كثيرا ماتزدحم المشاعر وتتوالى بشكل غريب وبأشكال متعددة ..

نلوذ حينها بالصمت أو الحركة المفرطة وربما تعترينا موجة بكاء عارمة ..

كنت أقرأ مدونة لم أحتفظ برابطها للأسف لشاب سعودي ثلاثيني إعلامي ..

أعجبني أسلوب طرحه وتدوينته حول ذهابه للملعب مع ابن أخيه ..

وكيف اختلف الحال على أيامه وكيف صارت الدنيا اليوم 🙂

لذا قررت الذهاب على غير المعتاد مع أهلي إلى أحد المولات والبقاء معهم ..

بل كنت أتوقع أن ألعب معهم مثلما حصل في منتزه الشلال بجدة قبل عامين ..:)

لن أذكر الكثير من التفاصيل قبل الذهاب، بدءا من عبارة أختي الصغيرة ..

محمد البس هذا، خليك كوول !! ومن ساعتها وأنا أشعر بالبرد فعلا 😉

وحتى بقائي هناك في – لي مول – ثلاث ساعات وعودتي منه ..

كل هذا لم يكن سببا لهذه الرغبة في كسر الروتين أو بمعنى أصح التحرر منه..

ففي صباح الأمس وقعت عيني على أحد المواضيع الغريبة ..

وعلى الشخصية التي فيها، ومدى بشاعة وتدني مستوى الحالة التي تعيشها..

ومع هذا تم اختيارها في الشخصيات المؤثرة ، وفعلا هي مؤثرة لكن بشكل عكسي ..

قمة اللاأخلاق وعدم وجود الحفيظة الإنسانية واحترامها ، اعذروني أشعر بالغثيان منهم ..

وبعد هذا اليوم الذي كسرت الروتين فيه بأشياء كثيرة حتى في ملبسي ووقتي تصفحي ..

ربما أثرت فيني تلك المقالة وربما بعض المواقف التي حصلت في – المول – أثارت تفكيري ..

قد يتعجب البعض أني لا أشاهد التلفاز بكثرة، ولا أرى من الأخبار أكثر من عناوينها الرئيسية ..

وأعتبر الأخبار مع الأكل من المحرمات، فأفضل مشاهدة توم وجيري فتحا للشهية ..

وبينما كنت أتناول العشاء متأخرا أتت بعض اللقطات للخراب والدمار وظهرت صورة طفلة باكية ..

حينها تزاحمت الأفكار مجددا وتوالت علي دون رحمة أو هوادة، أشعرتني بالحزن والألم ..

بين حالة فتاة السوء في صباح اليوم، والفتيات بمختلف أعمارهن ومواقفهن في – المول –

وبين فتاة اتصلت بي مرة عندما كنت في أبوظبي منسقا لمهرجان محبة النبي صلى الله عليه وسلم..

وقالت : أخي شاهدنا إعلان المهرجان ونود أن نشارك بتعبيرنا عن حبنا لرسول الله بأي شيء..

فقلت لها : شكرا لكِ ولاتصالك ، هذه الأيام بدأت فعاليات المهرجان، أختي من أي بلد تتصلين ؟

قالت : ادعوا لنا نحن هنا في غزة !!

فقلت : أختي لا أطيل عليكِ، هل من الممكن أن ترسلي إيميل بما تحبي أن تشاركي به ؟

قالت – وصوتها تملأه المرارة – : أخي الكهرباء مقطوعة لدينا، وبالكاد استطعت الاتصال ..

أحسست حينها بماء بارد انسكب علي، ولازلت أحزن كلما تذكرت كلماتها ورغبتها الجادة في المساهمة..

….

بالأمس لم أستطع النوم إلا بعد أن طلعت الشمس .. لأكتب مع ساعات المغيب عباراتي ..

ولما علمت بوفاة المدونة هديل [2]– رحمها الله – كتبت كلمات للعزاء وذهبت للصلاة عليها ..

وعدت وأنا أبحث عن سر المحبة والسلام والابتسامة العذبة بين الناس .. فهل انتهت ؟؟

أعلم أني أطلت في الكتابة، ولم أتبع قاعدة ما ، ولكن اعتبروه : كسرا للروتين !! 🙂