- سقاف . كوم - http://www.saqaf.com -

دورة إعداد الحقيبة التدريبية

[1]

تعجب أحد أصدقائي حين أخبرته بأني سأحضر دورة تصميم الحقائب التدريبية للمرة الثانية، وسائلني إن كان ذا هدر للوقت أو المال أو نوع من التكرار؟ ولكن ماذا عن صديقي الآخر الذي بعدما قرأ خبر الدورة السابقة صار كلما رآني قال: متى ستحضر لي حقيبة ياصاحب الحقائب 🙂 ، وهل الحقيبة التدريبية -كما سمعت- أوراق وقلم في شنطة؟

نتيجة استفتاء

قمت بطرح سؤال: هل تهتم بالشهادة المقدمة في الدورات التدريبية؟ على التويتر [2] و صفحة الفيس بوك [3] وكانت النتيجة الإجمالية :

البعض ذكر اهتمامه كون بعضها له اعتماد محلي وأخرى له اعتماد دولي، والبعض اهتمامه لإضافتها في سيرته الذاتية، وللذكرى أيضا، والبعض يهمه محتوى الدورة فقط وإن لم يكن هناك شهادة، هذه النتيجة تفتح الباب لتساؤل آخر: إذا وجدت دورة تحتاجها، هل تقرر حضورها تبعا لتفاصيل الدورة والإعلان، اسم المدرب، جهة التدريب؟

إعداد وتصميم الحقائب التدريبة

تصميم الدورات التدريبية له منهجية ونظام منطقي من بدء الإعداد لحين التقديم وما بعده، ,ولنأخذ كمثال منهجية ADDIE [4] ، وهنا نقسمها على ثلاث محاور رئيسية:

1. الإعداد:

أ. تحليل الاحتياج التدريبي:
ب. تحويل الجدارات لأهداف تدريبية:

معرفة Knowledge ، مهارة Skills ، سلوك Attitude على أن هناك من يترجمها إلى Ability وهنا مقال جيد حول ذلك : Does the “A” in KSA mean Attitude or Ability؟ [6]

– عناصر الهدف التدريبي:

مثال: أن يطبع "فعل" ألف كلمة "محتوى" بدون أخطاء "معيار" باستخدام برنامج الطباعة "شرط".

جـ : وضع هيكل الموضوعات
د: بناء المنهج العلمي LSCD
هـ : وضع خطة العرض

2. التصميم:

وهي المرحلة الفنية التي يتم صب محتوى الإعداد في قوالب : ( حقيبة المتدرب ، وحقيبة المدرب ) لتبرز الحقيبة التدريبية متكاملة قابلة للتقييم ومن ثم التدريب.

3. التقويم:

وهنا يتم تقويم الحقيبة التدريبية وفق ثلاث معايير: العلمية، الفنية، المنهجية.

4 أخطاء شائعة لدى المدربين:

  1. يتحدث عما لم يخطط له
  2. ينسى ماكان يجب أن يتحدث عنه
  3. يستطرد في الحديث عن عنصر على حساب البقية
  4. عدم اتباع تسلسل منطقي منهجي لإيصال المعلومة

وهي أخطاء تتكرر مع كل من يقدم عرضا أو برنامجا عادة، ونخص المدربين بالذكر لأن الحديث عنهم هنا، وأحد أهم الحلول لتلافي ذلك هو إعداد حقيبة تدريبية منهجية، بتحليل الاحتياج الفعلي، وتصميم المحتوى والأدوات اللازمة، وتوافر مخطط الدورة وخطة العرض.

سقاف كوم ومنهجية التدريب:

من واسع فضل المولى الكريم أن ألهمني استخدام منهجية تصميم التدريب في كتابة المقالات سيما وأن المدونة تأخذ طابعا موضوعيا تعليميا في أغلبها، وبالتالي كان بالإمكان تطبيق نموذج كولب لأنماط التعلم -مثالا- واستخدام أدواته في أبعاده الأربعة فتجد أغلب المقالات تحتوي على : معلومة نظرية أو إحصاءات، وأبيات شعر أو قصص أو تجارب شخصية، وفتح باب التعلم بالاكتشاف بين الأسطر أو بسؤال مباشر: ماذا تفعل لو؟، وكذلك بوضع خطوات عملية أو تقمص الأدوار وغيرها.

واليوم وبعد عامين من التجربة أجده قد آن وقت فصل كل أنموذج في مقالات تحمل سمته الخاصة كنوع من التخصص للقارئ ليجد ما يريده تحديدا، وتخفيف طول المقالات، مع الإبقاء على المقالات المطولة التخصصية للمهتمين، ويأتي دمج هذه المنهجية مع بديع ما أتعلمه في اللغة العربية وفنون الكتابة، وكذا الأساليب والأفكار الإخراجية الفنية، وتبقى مساحة الابتكار والإبداع حرة رحبة لمن يحلق فيها، ولعلي بعد أن حصلت على اعتماد تصميم الحقائب التدريبية من الأكاديمية الدولية للتدريب INTRAC، أن أقدم تطبيقا لهذه الدورة بإحدى هذه الأفكار إن شاء الله تعالى، ولله در امرء القيس حين قال:

فلو أنما أسعى لأدنى معيشةٍ كفاني، ولم أطلب قليلٌ من المالِ
ولكنـما أسعى لمجدٍ مؤثَّـلٍ وقد يدركُ المجدَ المؤثَّلَ أمثالي

وبالله التوفيق، محمد السقاف