- سقاف . كوم - http://www.saqaf.com -

29 يوما في القاهرة

[1]

تسعة وعشرون يوما سرعان ما انقضت، بين أجواء مدينة الألف مأذنة، كأنها لمحة ساحرة، أو غمضة عابرة، تقول العبارة: “إذا أنت قمت بعمل الأشياء ذاتها كل مرة، حتما ستحصل على نفس النتائج في كل مرة”، لذا قررت تغيير الطريقة المعتادة و الأماكن المألوفة، والانتقال من العيش بجوار الناس إلى العيش وسطهم وفيهم، وقبل كل ذا تغيير زاوية النظر للأمور ومدى اتساعها.

ما أجمل موسم الفاكهة فيها وخصوصا فاكهتي المفضلة “المنجا”، وما ألذ الأكل البلدي ونَفَسه، صحن الكشري مع الخل، أو الفول مع رغيف الخبز البلدي أطيب من أكل الفنادق بنجومها السبع، والملوخية التي سرها في “الشهقة”، أما المحاشي فهذه قصة أخرى، ولعل السر في جمال ذلك هو الروح التي يتحلى بها أهل مصر، من البساطة في المعاملة، وخفة الدم وفطرة روح الفكاهة، والبشاشة والابتسامة في اللقاء والترحاب، وهنا سأركز على عدد من النقاط التي مرت بي في هذه الرحلة في ومضات مختصرة، ولكن قبل ذلك هل سمعتم من قبل عن الفشنكاح؟

 

ثقافات

الامتحانات: أزمة امتحانات الثانوية العامة كانت في هذه الفترة التي قضيتها، ومشهد الطلاب وهم يبكون بعد خروجهم من الصف أبلغ مما كتبته الجرائد وتناقلته وسائل الإعلام، لستُ مختصا لأقيم أو أحلل ولكن لدي حساسية دوما تجاه الإفراط في الأشياء.

الملبس: استوقفت من كانوا معي وسألتهم: قد لا أكون خبيرا في الأزياء، ولكن هل هذه الفتاة ذات الاثني عشر ربيعا ترتدي ما يناسب عمرها؟ وكم غيرها في سنها أو أكبر فتية وفتيات يختارون ذوقا غريبا أو ربما خالي من الذوق، وماذا عن الشباب والقمصان الأكثر من ضيقة، ليس العجب في فعلهم ولكن الأعجب في إقرار أهلهم والمجتمع لهم فهذه قضية ذوق عام.

اهتمامات الشباب: الطموح العالي أو الانهزامية والاستسلام لا بمعنى التوقف فقوة تيار الحياة لا تعرف ذلك، لكن في الأول تجد الحركة أكثر من التفكير، ربما لعامل السن أو البيئة، أو استسلام للموج والتيار، فبعد التخرج تبدأ رحلة العمل عن وظيفة في نفس المجال، وبمجرد مرور أشهر أو أيام يبدأ مشوار البحث عن أي عمل، وتدريجيا يتلاشى حلم التخصص.

موقف: صعدت معه السيارة من الفندق وتجاذبنا الحديث لأكتشف أنه خريج برمجة حاسب أضاف عليها سنة في كلية الهندسة، ليصبح مهندس برمجة، فما قصته؟
بعد يأسه من العمل في مجاله، وعدم استفادته من مؤهله العلمي2003م، استثمر هوايته في آلة الناي للحصول على لقمة العيش فعمل في أحد الأماكن الليلية، وبعد فترة قرر ترك عمله الذي يبدأ ليلا وينتهي فجرا، ليتجه لعمل جديد يبدأ فجرا وينتهي ليلا، فعمل سائق لدى شركة عالمية، بمرتب ألف جنيه شهريا، وسر قناعته أنه لا يدفع ثمن إيجار مسكنه.
الشاهد من القصة: بعد نصحه بإعادة ترتيب أوراقه وسيرته، وإعداده نموذج مشروع مبسط من برمجته والتسويق لنفسه عبر مواقع التوظيف الالكترونية، وجدت كأنه صدم لأنه طوال السنوات السبع لم يفكر أبدا في خطوة كهذه، حينها كانت الصدمة لي.. هل نلقي اللوم على ظروف الحياة ونحن لم نفكر فيها بشكل صحيح؟

 في المقابل التقيت بمجموعة من الشباب الذين يعملون أكبر قدر ممكن في اليوم، يكادون يصلون إلى الأربع وعشرين ساعة فينامون ويأكلون في مواقع عملهم، بنظام ثماني ساعات في كل موقع عمل، بهدف زيادة الدخل، “نحن نجري في أول العمر بحثا عن المال ونهدر صحتنا، ثم حين نكبر نصرف هذا المال لاستعادة صحتنا التي فقدناها”.

شعب نكتة: جميلة فطرة الروح المرحة والنكتة البسيطة لدى المصريين، في أي موقف وأي مناسبة، بشكل بديهي سلس، ومن واقع تجربة أن أصعب أنواع المغص للمعدة، ما يسببه لك نكتي من الدرجة الأولى في مصر، عمار يا مصر 🙂

 الوقت: لا أعرف هل الوقت يجري، أم أن الناس من حوله تركض بسرعة تجعل الوقت من يحاول اللحاق بها، فحين يقول لك شخص (ربعاية بمعنى ربع ساعة) توقع أن يأتيك خلال خمسة وأربعين دقيقة، العجيب أنه أصبح عرفا ألا يعتب أحد على الآخر في التأخر عن الموعد، لترتقع الفترة من ربع ساعة إلى ساعة تقريبا، لا ألومهم فقد عشت هذه المعاناة بأن تقضي ساعة ونصف في السيارة بدلا نصف ساعة، لمشوار يتكرر أربع مرات في اليوم بمعدل ست ساعات لمسافة من 6أكتوبر حتى الدقي، والمشكلة أن هذا مشهد يومي لكن يمكن الاستفادة من هذا الوقت بأكثر من فكرة وطريقة إبداعية، متى فكرنا.

القيادة: خطوة ممتازة وضع كاميرات المراقبة عند الإشارات الضوئية، مما وضعت صرامة الكترونية لكثير من التجاوزات، ولكن من وجهة نظر أخشى الانجراف خلف التقنية كحل أصيل، فيزداد عدد الكاميرات ومن ثم تتسع رقعة استخداماتها، بينما المفترض الحرص على صرف المبالغ على الإنسان وتوعيته وتأهيله، خصوصا بعد ملاحظتي لطريقة قيادة الناس وازدحام الشوارع، وجدت أن نسبة ليست بالبسيطة تزيد على 30% من الاختناقات بسبب سوء وعي الناس في ثقافة القيادة وأولويات الطريق، وكأبسط مثال: المسار الأيمن مثل الأيسر في السرعة والتجاوز، كرأي شخصي أجد أن مشروع توعية مركزة في أصول قيادة السيارات فكرة وحل مثالي لكنه مشروع بحاجة لتخطيط وحزم.

ثقافة الايميل: في الوقت الذي تجد فيه أطفالا بعمر ست سنوات يتقنون استخدام الانترنت والايميلات والشبكات الاجتماعية، تجد شركات وهيئات لا تزال تعتبر وجود الايميل نوعا من رفع العتب، فضلا عن استخدامه بشكل أساسي، فانتقلت للتعامل بالهاتف المحمول عبر رسائل الجوال، وفي مرة أكدت موعدا عبر الرسائل فتفاجأت بالاتصال باعتبار أن الرسالة لاتعني التأكيد في التعامل بها، والتأكيد يكون بالاتصال فقط.

أمية دينية: دون مبالغة في العبارة، بشكل أتعجب له كيف أن الكثير بجهل أبسط الأمور اليومية في دينه، بينما هو يتحدث عن السفر للقمر، والثقافات الأخرى، وكما يقولون في مصر: “يقول أي حاجة في أي حاجة”، المخيف في هذه الأمية بجميع أشكالها: هو أن لا يدري الإنسان أنه لا يدري، بل يعتقد أنه يعي كل شيء، والأغرب أنه يبدي رأيه دون تردد أو تفكير ومسارعة في الحكم على الناس والمسائل.

وعلى النقيض تماما التاريخ العريق والواقع المشرق للأزهر الشريف والمؤسسات التعليمية الأكاديمية حين تتعمق في طبقة من هذه الفئة، تجد العجب من السعة المعرفية والاطلاع الواسع والحافظة الحاضرة، لكن أين الحلقة المفقودة ياترى؟

 

ثقافة الاستهانة: د.سمير نعيم أحمد أستاذ علم الاجتماع بعين شمس هو من وضع هذا المصطلح، وهو “مرتبط بعدم تقدير قيمة أي شيء بدءا من قيمة الحياة والسلامة الشخصية والكرامة، إلى قيمة النظافة والجمال”، ومن هنا تجد عبارات دارجة عامية: (وإيه يعني، ياعم مشيها وعديها، خلص اعمل اي حاجة، مش لازم تكون مية مية، وغيرها كثير)، وفي المواقف والسلوكيات: ضعف الحرص على الآخرين بشكل دون الحد المطلوب، واهتمام الفرد بنفسه أكثر من القدر المقبول، وعلى الناحية العملية: تجد ضعف ثقافة “الإتقان” في الصنعة والحرفة وأداء الأعمال بأفضل وجه.. مزيد عن ثقافة الاستهانة [2].

 

تعاملات

الفهلوة: تجد البعض يتعامل بسلوك خاطئ يصل لحد الوقاحة ونوع من التذاكي الغبي المقيت، وكما يقولون في مصر: “بالمفتشر”، حتى يغلب الطبع على التطبع فتصبح عادة وسلوكا لدى هذه الفئة، يسري في كل تعاملاتها، حتى يصدر تصريح من وزير التضامن الاجتماعي المصري يحذر الشعب من عدد من الأخلاقيات السلبية.. الخبر [3]
هذه الفئة هي التي تشوه صورة كثير ممن لاقيت من أهل مصر وتعاملت معهم الذين يخجلونك بتصرفاتهم وأخلاقهم ولطفهم، وكما يقولون في مصر: “دا رجل أمير”.

 

القوة: يتعامل البعض مع من لا يعرفونهم في البداية بقانون الغابة، من رفع الصوت واستعراض العضلات الحسية والمعنوية، وتراشق الكلمات، وبعد ذلك تسير الأمور بشكل طبيعي وربما تحصل بعدها معرفة وصحبة، والذي يتكلم باحترام وأدب، تذمه الناس فتقول: “دا راجل طيب”، ما الذي يلزم الناس أن تعيش هذه الحالة وكيف تبدلت المفاهيم؟

التحية: في عرف اللغات والإشارات تعتبر التحية تعبيرا عن المودة والحفاوة والاحترام، لكن أي معنى لذلك في تحية تحمل عبارات الشتم واللعن، وفي الحديث: ” لا تزال الأمة على شريعة، ما لم تظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم ولد الخبث، ويظهر فيهم السقارون، قالوا: وما السقارون يا رسول الله؟ قال: بشر يكونون في آخر الزمان، تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن” [المستدرك، الفتن والملاحم].

 

انعكاسات

البكاء على الأطلال: إذا عدنا بالزمن لوقت قريب بدلا من الذهاب إلى الأحافير والموميات، نجد كيف أن المصريين شرفوا بلادهم بخلقهم وعلمهم وتمكنهم في المجالات التي هم فيها، وكيف أن الجيل الحالي يشبه في حاله الوجبات السريعة، ومن وجهة نظر أن ذلك من أسبابه الاندفاع خلف تيار الحياة، والانفتاح الغير حميد على ثقافات مجتمعات لا علاقة لها بالقيم والأعراف المصرية، خصوصا عبر التلفاز والانترنت، فيسير هذا الجيل باحثا عن تلبية هذه المتطلبات لا عن حقيقة هوية المصري الأصيل.

دار المسنين والمسنات: أو ما يسمونهما دار العجزة، كانت هذه زيارتي الأولى لهم في حياتي، حين تسأل الأم عن ابنها ولم تركها فتجيب بقوة وبروح الأم التي تدافع عن فلذة كبدها، بأنه يحبها وحريص عليها وفي الحقيقة خلف هذه القوة محاولة للهرب من حرقة قلبها على بعده فسرعان ما تكون لغة الدموع أصدق تعبير عن حالها، والعجيب أن بعض هؤلاء الأبناء يأتي لدفع الاشتراك الشهري ولا يدخل للسلام على والدته خشية أن تطلب منه أن يأخذها معه فتحصل الكارثة مع زوجته، بئس الأبناء، “أمك ثم أمك ثم أمك“. وليس الحال ببعيد في دار الرجال بل وأشنع، فكيف بأبناء يوصلون أباهم للدار على أنه حالة إنسانية وجدوها في الطريق، وبعد أيام يخبر الأب مسؤول الدار أن الذين أتوا به هم أبناؤه: “الوالد أوسط أبواب الجنة“.

دار العجزة لا يعني أنه مكان سيء في ذاته فقد يكون حلا في كثير من الأحيان ولكثير من الحالات التي لا تجد فعلا مسكنا، أو معينا لها حين تكبر وتشيخ، لكن أين دور المجتمع في زيارتهم ومواساتهم قبل فكرة التبرع لهم.

السينما والتلفاز: لن أقول أنها تعكس وجها ولكنها تبرز زاوية أو فكرا للكاتب والمخرج ومن قبلهم المنتج في كل مرة، فمن يشاهد أفلام السبعينات حتى أوائل التسعينات يجد فيها رسالة ما، أو فكرة ما، إذا أردنا أن نعرفها فلنتعرف على منتجي الأفلام في تلك الفترة، من هم؟
عسل إسود: فلم جميل وهادف يحمل فكرة ورسالة، شاهدته فترة وجودي بمصر، يحكي عمق الحياة الاجتماعية الجميلة في مصر، بسلبياتها الاعتيادية من ظروف الحياة، وإيجاباتيها الرائعة لحياة الناس وتآلفها، ولا يصور السوء الذي لا يفترض تصويره ليخبر الناس به، من خلال مشهد يأثم به مشاهده ويهد قيمة أخلاقية موجودة في حياتنا، فلا يعالج الخطأ بالخطأ أبدا، وهنا كلمة شكر لكل من يرتقي بالفن لإيصال رسالة هادفة سامية بضوابط وأخلاقيات وقيم.

 من المواقف:

 

فندق الفورسيزنس: تفاجأنا جميعا بخدمة الغرف قد تجاوزوا علامة عدم الإزعاج وقاموا بتنظيف غرفة وترك الغرفة الأخرى دون إذن أثناء غياب زميلنا في غرفته، وأن هذا تبع لقاعدة خاصة بالفندق بعد الساعة الخامسة مساء دون أي إشعار، وفي حالة فريدة خاصة بهم، فهل هذه القاعدة موجودة فعلا؟

شرائح الجوال: تفاجأت بموظف في وكيل شركة اتصالات في متجر، يعتذر بأنه لا يسمح بإصدار شريحة جوال جديدة إلا للمصريين فقط، فأصدرتها باسم صديقي وبعد ذلك لم يتم تفعيل الشريحة إلا بعد التحقق من اسم جد الأم الثلاثي، والغريب أن زميلي تمكن من شراء شريحة نظامية باسمه من فرع آخر من الشركة مباشرة.

في المطار: وتحديدا المبنى الجديد رقم3، للمسافرين على الخطوط المصرية، احتجت للانترنت فلم أجده إلا في صالة المسافرين على الدرجة الأولى ورجال الأعمال، وأخيرا ابتسم لي الحظ ليخبرني موظف آخر  بوجوده في صالة لكبار الزوار برسم 25 دولار تشمل الانترنت والمشروبات والمعجنات الخفيفة، “ويافرحة ما تمت” فالنظام لديهم يسمح للضيف باستخدام الانترنت لنصف ساعة فقط، وطبعا لا يوجد حل آخر كأن تدفع مبلغ إضافي للحصول على نصف ساعة أخرى.
همسة: لا نطلب مطارا بخدمة انترنت مجانية، لكن كأقل تقدير أن نجده بأجر مدفوع بشكل متوفر في الاستراحات والمطاعم، وفي صالة كبار الزوار تلك على الرغم من أن الخط بطيء إلا أن مستوى الخدمة جيد جدا وتعامل الموظفة وزميلها في حل مشكلتي لبق أشكرهما عليه.

النظرة الأحادية : فلنحذر النظر من زاوية واحدة أو منظار مُعتم للأمور في حياتنا، فما كتبته في مقالي يعبر عن رؤية لشخص زار القاهرة من ملايين الناس التي زارتها، ومن زاويته الخاصة به، وكما يقول المثل العامي: “أصابع يدك ليست سواء”، فتخيل أن تقسم ثمانين مليون على خمسة، أو حتى عشرة، لتجد الكم الهائل في التنوع والمستويات والطبقات، إذا أردت أن تعرف الناس فخالطها وخصوصا مجالسة كبار السن لتعرف التاريخ الفعلي منهم، وانسجم معهم في بيوتهم لتشاهد حالا عجيبا وجوا متآلفا داخل الأسرة والعائلة يوشك التلفاز والانترنت أن يهدموا هذا التآلف والترابط، قد لا يكون في الجيل الحالي، لكن ماذا بعد عشرين عاما من اليوم؟

لحظة سكون: أشجتني كثيرا جولة عبر مركب صغير على النيل، تشعر فيه برذاذ الماء وعَبق النيل، لا عبر سفينة عائمة تشعر بها كأنك في شقة مطلة على النيل، لحظات سكون آنسة جميلة، انتزعتني من وسط كل الازدحام في القاهرة ليلا ونهارا، أجد الكثير من أهلها يبحثون عن هذه اللحظات كنقطة توازن أو استقرار، لاستعادة الطاقة أو للتفكير والنظر بأفق مختلف، تعيد ترتيب الأولويات وتخطيط الوقت اليومي، كم هو جميل أن تكون هذه اللحظات في سجدة قريبة من المولى الكريم.

أم الدنيا أو كما كانت تسمى أم البلاد، بلد عظيم وموطن كريم، لاتسعه مقالة، ولا حتى مجلدات، بل ما كتبته لا يعدو كونه ومضات، حول مشاهدات عابرة فيها، وقد أشار علي أحدهم أن أكتب بشكل يومي ففضلت أن أكتبها موجزا مختصرا في نهاية الرحلة، وعند كتابتي للموجز بدأت أستطرد وأود أن أكتب عن أشياء كثيرة جدا ولا أنتهي، فقلت له: “حكتب عن إيه ولا إيه، دنا شفت بعيني ماحدش قال لي”، وإن كانت لن تعجب البعض ليقولوا أني ركزت على سلبيات، فذلك حقيقة من جهتين: وجودها في المجتمع بشكل واضح يحتاج لمواجهته والتخلص منه، والثاني لأن المحب يعتب، وأنا أحب مصر بزحمتها وروحها وأهلها، عظيمة يا مصر.