- سقاف . كوم - http://www.saqaf.com -

رجوع الاقتصادية إلى جادة الصواب

[1]

بعد مضي شهرين من نشر مقالة طعم النجاح في جريدة الاقتصادية باسم آخر، وما تبع ذلك من تواصل وأحداث، نشرت الجريدة تنويها تثبت به أحقية الملكية الفكرية للمقال لمحمد السقاف، لذا كان لزاما علي أن أضع ذلك جليا لقراء الموقع إضافة لذكر تفاصيل حدثت من حين بدء المراسلات مع جريدة الاقتصادية [2] حتى تاريخ نشر التنويه.

الأحداث في نقاط

تنويه
تود صحيفة «الاقتصادية» أن تنوه لقرائها الكرام إلى أن مقال «طعم النجاح», الذي نشر في صفحة «شباب الأعمال» يوم السبت 22/03/2010, العدد 6006، هو مقال للكاتب محمد السقاف، وذلك بعد تأكد الصحيفة من أحقية الملكية الفكرية للمقال، وليس كما ورد في الصفحة آنذاك بأنه مقال عبد الله العديم.
لذا فـ «الاقتصادية» تود أن توضح لقرائها أن لا علاقة لها بهذا التعدي على حق الغير، خصوصا أن المقال مبعوث لها من جهة رسمية، والأمر الآن يعود إلى صاحب المقال في اتخاذ أي إجراءات قانونية، ولا يعتبر هذا التنويه إلا حرصا من «الاقتصادية» على مصداقيتها واعترافا بالحق الفكري لصاحب المقال.

 

المحاور

“وأما الاتهام الوارد في المراسلات فتذكرت ما كتبته في مقالي من تشبيه الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للمؤمن بالنحلة، وفي قول للسيد المسيح عليه السلام: “أحبوا أعداءكم، باركوا لاعينكم”، فوجب علي التمثل بذلك ماحييت.”

وبتدخل الأخ ياسر الكنعان في أول مشاركة له، كتب ما نصه:

“كلفني الرجل ببحث الموضوع، ووردتني الإيميلات بالأسماء من شقيقي محمد الجنيد، واتصلت بالشخص المسؤول عن الإيميل وبحثنا في البريد المرسل واكتشفنا أن الإيميل مخترق فعلا منذ فترة طويلة، وتم إرسال رسائل أخرى لغيرك، والآن في طور معرفة الجهاز الذي أرسلت منه الرسائل بهذا الإيميل، وهذا أمر عند المسؤولين في الدعم الفني ليخبروننا إن كان تم الأمر من أجهزة داخل الصحيفة أو من خارجها، وثق أن من أساء إليك أساء إلينا، ولن نتوانى عن كشف من حاول الاساءة لك باسم الصحيفة وباستخدامه إيملاتنا الرسمية… وشكرا لك لأن هذه القضية نبهتنا لأمر خطير جدا..
ما سبق يخص الإساءة التي وردت إليك بالإيميل.. فعذرا قبلا منك ومن غيرك ممن أرسلت لهم إيميلات من هذه العنوان دون أن نعلم”

وقد قبلت اعتذاره مشكورا، وما بعد ذا أمر يخص الجريدة في إدارة وتفقد شؤونها الخاصة، إضافة كوني قد صفحت من قبل.

بعد سؤال المختصين، اتضحت نقطة هامة حول إثبات حقوق الملكية بلزوم تسجيل المقالات رسميا، وأن هناك طريقتين:

  1. تسجيل الموقع: ضمن امتداد رسمي في نفس البلد أو ضمن أحد البلدان التي تشملها الاتفاقية.
  2. نشر المقالات في موقع رسمي: وقد تم ذلك تحديدا في مقال طعم النجاح بنشره في مجموعة أبونواف البريدية المسجلة رسميا، ماذا إن لم يكن كذلك؟

لكن المشكلة لاتقف عند هذا الحد، بل إذا قام أي شخص بتسجيل رسمي لمقال مدون أو كاتب لم يوثق مقاله رسميا فبإمكانه مقاضاته بأنه من سرق مقاله، لذا كان الحرص طوال الفترة الماضية الوصول لإثبات أحقية الملكية الفكرية رسميا من الجريدة وهذا ما تم بتعاونهم ووقفتهم الجادة لإثبات الحق، في التنويه الأخير، دون الحاجة لرفع دعوى قضائية، بل قاموا بذلك ضمن ثقافة احترام المهنية.
أشكر الأخ محمد بن جنيد على وساطته للخير، والأخ ياسر الكنعان على جده ومثابرته في إثبات الحق، ورئيس التحرير على موقفه ولمجموعة أبونواف لبسطها المساحة في نشر المقالات وتوثيقها بذلك تلقائيا.

 

تفاعل الإعلام الجديد

المدونات والفيس بوك والتويتر على رأس القائمة التي نشرت الخبر وتفاعلت معه، وجه جديد للإعلام ومنبر مهم لإيصال الصوت والرسائل، وملتقى خصب للأفكار والخبرات والتجارب الشخصية، أعجبني تداول الكثيرين -حين تتبعت- لما حصل ونقدهم بشكل إيجابي، واستنكارهم الشديد لما حصل، كما أساءتني بعض الألفاظ والأفكار.
عبر مجتمع الإعلام الجديد وصل الخبر إلى الجريدة ذاتها، خلال من عرف بالموضوع، وكمثال الأخ أنس الشبل قام بإيصال ما حصل لمعالي وزير الإعلام السعودي، ومدونون تداولوا ما حصل في مواقعهم، وآخرون نصحوا وأضافوا اقتراحات.

شكرا لكم على هذا التفاعل الذي أسعدني ولهذا الإدارك العالي كثقافة عامة للمجتمع، يرفض ويلفظ الخطأ بعيدا، وما أروع أن يُعتنى بها في فن النقد والحوار وحل المشكلات وغيرها من الثقافات الأساسية في هذا الفن، وسأتطرق في تدوينة قادمة بشكل مفصل حول الإعلام الجديد ضمن سلسلة مقالات: مصداقية الانترنت [11].

تمثيل الأدوار

ضع نفسك محل الجريدة وناقل الموضوع وصاحب المقال الأصلي، حدد المشكلة التي يواجهها كل منهم، ضع بعين الاعتبار الفرق بين الخطأ وتعمد الخطأ، والفرق بين المذنب والمسؤول، ثم ضع الحلول التي تراها من واقع المعطيات وواقع الدور الذي تمثله الآن، ستجدك تنظر للأمور في كل مرة بزاوية مختلفة، ومقترحي لأي جريدة في موقف كهذا:

  1. ترسل ايميل ضمن امتدادها الرسمي، يكفي أن تذكر فيه: بلغنا ما حصل، ونحن نعمل على حل الموضوع بجد”.
  2. لا تقوم بحذف المادة من موقعها الالكتروني دون إشعار مسبق للقراء أو صاحب الاعتراض كي لا تحتسب بأنها خطوة تهرب أو تعتيم.
  3. لا تخطو بخطوة رسمية غير مدروسة بكافة أبعادها مما لا يضمن رد الاعتبار وإثبات المصداقية والمسؤولية.
  4. تحرص على ألا تطول المدة لاتخاذ أي خطوة أو بادرة رسمية لإنهاء أي اعتراض يثبت لديها.
  5. إن كنت صاحب القرار: سأوكل المستشار القانوني لدراسة كل الحقوق التي يستحقها المدعي إذا ثبتت أحقيته لدي -وإن لم يطالب رسميا- وأوفيه إياها.

رؤية مشرقة

التعلم من المواقف: فما حصل اعتبرته واحدا من أروع الدورات الحقيقة على شبكة الانترنت لي شخصيا، تعلمت منه الكثير وفتح لي آفاقا أكثر سعة في الاطلاع قانونيا وفكريا وأدبيا، كذلك اعتبرتها فرصة جيدة للتأمل في الموضوع ذاته أكثر من مرة وجميع المقالات التي كتبتها منذ إطلاق المدونة، ومراجعة حساباتي إذا ما كنت أسير ضمن الأهداف والرسالة والقيم التي أردتها ووضعتها حين ابتدأت أم؟

المدونون والكتاب: نحن بحاجة إلى وقفة أبعد من توثيق الحق الفكري إلى التحقق بسمات الكاتب الحقة، فحين قرأت مقدمة كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة [276هـ] الذي قال ابن خلدون في مقدمة [تاريخه] عنه: سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول فن الادب وأركانه اربعة دواوين وهي : أدب الكاتب لابن قتيبة , وكتاب الكامل للمبرد , وكتاب البيان والتبيين للجاحظ , وكتاب النوادر لابي علي القالي اهـ.
قال في فاتحة مقدمته: “فإني رأيت أكثر أهل زماننا هذا عن سبيل الأدب ناكبين ومن اسمه متطيرين ولأهله كارهين”، أعدت تأملها عدة مرات ولا زلت أتأملها، بحثا عن مستوى كتابة أنقى وأرقى وأبقى، عن كتابة لا تنجرف خلف مايطلبه القارئ بل تغذيه بما يحتاجه حقيقة، عن كتابة غير معبأة أو معاد تصنيعها أو ترجمة حرفية تفقد رونقها ومعناها، إلى كتابات يبحث عنها الأعجمي قبل العربي لما فيها.

الصحف والمجلات: أن تبحث باستمرار في رفع معاييرها من حيث المحتوى والمضمون، في مواكبته وموائمته، وملامسته بشكل يداوي الجرح لا أن يزيده، بواقعية ومصداقية وشفافية، وعن الخروج من المنافسة الرتيبة إلى حقيقة التميز بسياسة مدروسة واستراتيجية فعالة، فـ”الغاية تقرر الوسيلة” ولا تبررها كما يقولون، وأن يضع الجميع نصب عينه دوما (..فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..).

محمد السقاف