- سقاف . كوم - http://www.saqaf.com -

دورة إعداد الحقائب التدريبية PTP

[1]

توثيق التجربة وتطويرها، بلورتها وصبها في قالب مثالي فعال، تبسيطها وتأهيل المعنيين لها، أمور مهمة في حياتي، البعض يسميها “نقل التجربة والخبرة” وإداريا تسمى فن إدارة المعلومات [2] ليس من حيث النظام البرمجي، ولكن من حيث تاريخ عمل أو حرفة أو شركة ما بنظام تحليلي وبموضعية ومنهجية توثيقية، نلاحظ ذلك في حياتنا اليومية إذا استقال مدير أو موظف مهم، كيف سيؤدي الشخص الجديد مهامه استكمالا لمن سبقه لا ليبدأ من الصفر أو من مجرد تقارير وإحصائيات أولية، بل بمخزن معلوماتي متكامل. عذرا لقد نسيت نفسي ولكن هذا كان أحد دوافعي للانضمام لهذه الدورة فدعوني أحدثكم عنها..

مفهوم الحقيبة التدريبية

يتبادر إلى ذهن الكثير أن الحقيبة التدريبية هي عرض الشرائح “الباوربوينت” وبعض التمارين، بينما يتسع هذا المفهوم ليشمل ثلاثة عناصر أساسية:

1. دليل المدرب Trainer’s Manual
وتشمل المخطط التمهيدي بدءا مما قبل الدورة ثم مرشد المدرب، ثم أوراق التوزيع والتمارين، إلى ما بعد الدورة.

2. مذكرة المتدرب Traines’ Note
وتشمل: التعليمات، والمذكرة، والتمارين، والملحقات الخاصة بالدورة

3. الأدورات التدريبية Training Tools
وهي جميع الأدوات والوسائل التي سيتخدمها المدرب، وقد توزع بعضها وقد لا توزع، وغالبا يشملها دليل المدرب بإيضاح دورها وتوقيتها وآلية التعامل معها.

أهمية وجود الحقيبة التدريبية

1. كونها الإناء الذي يصب فيه المدرب كل ما يختص بدورته، من أفكار وتحليل وأهداف ومادة إلى قياس العائد واستمرارية تطويرها.

2. تخدم المدرب في منهجية تدريب فعالة، في استخدام أدواته وأساليبه وطريقة عرضه وتوزيع الوقت بشكل منطقي وسلس.

3. ترفع الكفاءة التدريبية وتقلل من هامش الارتجالية في الأداء.

ما قبل البدء بالحقيبة

استخدم الأسئلة الخمسة : (ماذا، لماذا، من، متى، أين).

قم بتحليل الاحتياج الفعلي من التدريب أو الاحتياج المفترض

ضع مخطط مبسط قبل البدء بالإعداد

قم بمراجعة الأفكار والطرق التدريبية المحتملة

انظر في طريقة إعداد الأدوات للدورة ومدى موافقتها

بعد ذلك تعرفنا على مراحل الإعداد والكتابة وأحد طرق الكتابة المهنية في فن التدريب، وملاحظات التصميم العامة. كما تعرفنا على طرق تصميم مذكرة المتدرب ومستويات المذكرة، ثم تصميم دليل المدرب، ثم تصميم شرائح العرض وكيف نبني كل واحد مما سبق بشكل منهجي.

الأدوات التدريبية

سر التدريب ومتعته، ليس مجرد اختيار الأداة المناسبة هو الفن، ولا تحوير وتعديل الأداة لتتناسب مع التدريب والبيئة والاحتياج هو الإبداع، ولكن أن تبتكر أدوات من واقع ما حولك خاصة لما تريده باحترافية وبطرق مميزة.
وهي: التجهيزات التي تدعم عملية التدريب قبل وخلال وبعد التدريب. وتتشكل من المواد المكتوبة والمسموعة والمرئية والملموسة والتي تشكل بمجموعها الجانب الملموس من الحقيبة.

سأذكر ملاحظتين مرت بي قبل ثلاث سنوات تقريبا عندما ابتدأت التدريب:
دربت برنامجا تدريبيا جاهزا، وفي أحد التمارين وجدت عددا من المشاركين غير متفاعلا فتعجبت وسألتهم عن ذلك، فأجابوا: هذا التمرين يتكرر في كل دورة نحضرها !!
دفعني ذلك لابتكار أدوات جديدة أو أفكار مختلفة في الأدوات، وعلى الرغم من أن الحضور يشيدوا بروعة الأدوات وأنهم استفادوا، لكني أجد في التقييم: أن الأدوات المستخدمة ليست مطابقة لأهداف البرنامج !!

بدأت بعدها بالبحث والاطلاع ومشاهدة نماذج مرئية أو مكتوبة لدورات وسؤال عدد من المدربين والمدربات وفي منتصف 2008م وصلت لنتائج جيدة جدا بفضل الله وتعاون الجميع وتحملهم لي، فشكرا لهم.

اختيار الأدوات التدريبية

من المهم التعرف على تصنيف الأدوات التدريبية من حيث الدورة التي ستقدم: عامة، أو متخصصة. وما هي أنواعها وكيف نختارها، هناك عدة عوامل من المهم مراعاتها أثناء اختيار الأداة:
طريقة التدريب: فردي أم جماعي، في قاعة أم عبر الانترنت، مختص أم عام وهكذا.
الهدف من الأداةK.S.A: معرفة أم مهارة أم سلوك وقناعات، كسر الجليد أم تنشيط وشحن وهكذا.
DIF: مدى تكرار وأهمية وصعوبة الهدف الذي اختيرت له هذه الأداة.
تحديد الأدوات الأكثر توافقا وترتيبها.
اختيار طريقة العرض: أو الخطة، وفي هذه الدورة تعرفنا على طريقة AIDA.
توزيع الوقت: للساعة التدريبية الواحدة 5 × 10 مثالا.
دور المدرب: ضمن السيناريو الذي خطط له، يحدد الدور الأنسب في كل أداة: مدرب أم موجه أم مستشار أم مخطط أم معلم أم محام.

مخطط IMAS وتقييم الحقيبة

أشبه بمخطط تحليلي أو خارطة توضح مسار الدورة والعناصر الرئيسية وتعطي المدرب أو المصمم أو من سيقيم الدورة تصور واضح، العمل ضمن منهجية وبشكل منظم يرفع المستوى ويعطي نتائج مضاعفة، وعلى المدرب أو مصمم الحقائب التدريبية أن يبحث عن المنهجية الأفضل ويبتكر ويدمج ليرفع مستوى حقيبته التدريبية، ويهتم بتقييمها ووضعها ضمن معايير عالية.

مجتاز هذه الدورة يعد مصمما ومعدا للحقائب التدريبية من المركز العالمي الكندي، ليقدم بذلك حقيبة تدريبية من إعدادها لتقييمها، والانضمام بعدها لدورة أخصائي إعداد وتقييم حقائب ثم مدرب في إعداد الحقائب التدريبية، المزيد [3].

قبل أنسى أخذت صورة أخرى مع المدربين المتواجدين في الدورة وترتيب الأسماء من اليمين: أ.محمد السقاف [4]، د.محمود التايه [5]، أ.محمد العصيمي [6]، أ.عمير زهير، [7] شكر للدكتور محمود التايه على الدورة الممتعة وماتعلمناه وطبقناه،، وفريق عمل مجموعتنا، وللمتدربين من الإخوة والأخوات لإثرائهم النقاشات، كذلك شكر لمركز شمول على الإعداد والتنسيق، الأستاذ عبدالله الغرباوي والأستاذ ماجد الدعلة.

أنصح المهتمين بهذه الدورة أو أي دورة ألا ينضموا إلا للدورة التي هم بحاجتها أو لها واقع عملي في حياتهم يسعون لتطويره أو هدف مستقبلي يريدون فك شفرته والانطلاق فيه، لماذا لا يقوم مدرب أو مجموعة مدربين بتصميم دورة هدفها: كيف يحدد الفرد الدورات التي تناسبه، عن نفسي أفكر بذلك وأسأل الله البركة في الوقت، وإن كان هناك من المدربين أو المدربات من قاموا بها أو سيقومون بها فيسعدني التعاون معهم.

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلهمُ   **   الجودُ يفقرُ والإقدامُ قتّالُ

وبالله التوفيق،
محمد السقاف