- سقاف . كوم - http://www.saqaf.com -

دورة مهارات التعامل – الشركة السعودية للكهرباء “الرياض”

[1]

محمد السقاف

انطلقت في الصباح الباكر إلى موقع الدورة، وازدحام يوم السبت في شوارع الرياض أمر ليس بمستغرب أبدا، ولكن الغريب فعلا أن يكون هذا الزحام الهائل بسبب سلوكيات خاطئة في القيادة، وما دمنا ذكرنا قيادة السيارة، فقد جعلنا من حزام الأمان مدخلا لدورتنا، ولكن!! ما دخل حزام الأمان بدورة مهارات التعامل ؟!

مهارات التعامل

1. السلوك الإنساني behavior :

إذا أرت أن تتعامل مع شخص ما فأنت بديهيا ستبدأ بملاحظة سلوكه وتصرفاته وشخصيته، حتى تختار الأسلوب الأمثل والأفضل للتعامل معه، فليس كل الأشخاص تتعامل معهم بنفس الطريقة، بل الشخص نفسه لاتتعامل معه بكل أحواله بطريقة واحدة دائما.. فهذا هو المنطلق الأول في مهارات التعامل ..

ولكن قد لاتجد الوقت الكافي لتحليل شخصية الطرف الآخر، ومن ثم تحليل السلوك الأنسب للتعامل معه، فهناك عنصر: المفاجأة، والانفعال، والعفوية، إضافة لوجود مقومات أخرى نذكرها لاحقا .. فهذه المهارة مهمة جدا وتتطور مع الإنسان بحسب ممارسته وتعلمه وقدرته على التجرد من مشاعره والنظر إلى الأمور بحيادية ومنطقية وبشكل أهم : النظر من منظار الطرف الآخر .. ولكن هل هي وحدها كافية ؟

2. الاتصال الفعال EFFECTIVE COMMUNICATION :

بعد أن تحلل الحالة والموقف أنت بحاجة لاتخاذ خطوة عملية للتعامل معه، سواء كان ذلك ترحيبا وحفاوة، أو امتصاص لغضب وصدمة، أو توجيها لتعليمات وأعمال جديدة، وكل ما يصنف كتعاملات فيما بين الناس.. هذه الخطوة العملية عبارة عن : “تواصل” ونسميه في فن الإدارة الحديث : الاتصال الفعال.. والبعض قد لايوليه اهتماما ويرى بأنه مجرد اللباقة في الحديث والابتسامة وحسن اختيار الكلمات بشكل عام، وحقيقة فهذا جزء من أجزاء من فن الاتصال الفعال، وهناك الاتصالات الشخصية والاتصالات في نطاق العمل، وعمومانلخص الاتصال بنقطتين، فنقول : الاتصال الفعال : 1- أن تعرف ما ذا تريد أن تقوله، 2- كيف ستقول ذلك ..

وإذا أردت أن تختبر نفسك في ذلك، فراقب نفسك خلال يوم أو أسبوع في : مدى إنصاتك لكلام الآخرين وتفهمك لهم، دون ملاحظاتك وستجد الكثير والكثير .. ولكن كن حياديا وفكر من منطق الطرف الآخر ..

3. الصراعات conflict :

الغموض وعدم معرفة مايجري أحد أهم أسبابه بدءا من الفرد في نفسه، والأسرة الواحدة وحتى نصل للشعوب والدول، هناك أسباب أخرى بعضها من الفرد نفسه، وبعضها من الشركة أو المؤسسة، كما أن معالجتها قد تكون على الصعيد الشخصي بـ : 1- إعادة تحديد دور الفرد، 2- إعادة تقييم الفرد لنفسه وحالتها ومتطلباتها، 3- متابعة ردود أفعاله حاليا وبعد كل تعديل في ذلك ..

وعلى المنظمات دائما أن تحرص على وضوح الأمور قدر الإمكان بحسب الحاجة للمعرفة ومدى المعلومة، فهل القطاع أو المنظمات أو المؤسسات التي تضع هيكلها الإداري بكل وضوح لجميع العاملين بها، وطرق التواصل والتنسيق، ومن ولم يتخذ القرار، كذلك إذا وجد بها خطة سنوية واضحة تحقق أهدافها، وتوضح للجميع، مثل التي لا يكون لديها ذلك ؟؟ تلك مجرد عبارات أولية في هذا الفن الذي نراه بسيطا ولا ندرك خطورتها حتى نصل للنقطة التي تليها ..

4. الضغط Stress :

عندما نهمل التنبه لمنشأ الصراعات وتصبح حالة مستمرة، ونفقد حينها الاتصال الصحيح مع الموظفين، وقد يكون ذلك لأننها لم نتفهم حالاتهم ومواقفهم ولم نحللها كي نتعامل معها بالسلوك الأنسب والأمثل، لاشك سيتولد لدينا “الضغط” ومتى أهملناه فتوقع بين لحظة وأخرى حدوث الانفجار.
هذا الانفجار لايعني بالضرورة ما يتصور لذهننا من اشتباكات ومشاكل، ولكن ترك الكفاءات للعمل، وانخفاض مستوى الأداء والإنتاجية، وظهور الأمراض كالضغط وملاحظة استعمال الموظفين للمهدئات، ونوبات القلق والتوتر.. كل هذه إن وصلت لهذا الحد ولم تؤخذ بعين الاعتبار، فماذا بقي بعد ذلك ؟؟

5. القائد Leader :

الآن يأتي دور هذا الرجل الخارق “سوبر مان [2]” أو صاحب العصا السحرية الذي سيغير  الأوضاع كلها، ويعيد التوازن للجميع، فهل هذا التفكير صائب؟ من الممكن أن نضيف شخصا نسميه المنقذ، ولكن لانسميه قائدا أبدا، لأن القائد : من يثق  فريقه بأنهم قادرون على تخقيق أهدافهم من خلاله .. أي أنه سيكون معهم منذ البدء غالبا، سيتفهم سلوكياتهم، ويتواصل معهم ليأخذ منهم ويعطيهم مالديه، ويراقب نشوء حالات الصراع ويسعى لتجنبها، أما إذا شعر أو لمح وجود ضغط العمل فإنه يستأصله من جذوره، كي لا يحدث ذلك مستقبلا بإذن الله ..

رحلة في عالم واسع

رحلة الإنسان وحده في نفسه بحر لاساحل له، وعالم لاحدود لفضائه، حكمة الله وسرا من أسمائه الحسنى، فكيف بهذه الرحلة وبها العديد من أصحاب هذه الخاصية، ففي كل يوم نلتقي أشخاصا جدد، بل نجد مواقف جديدة مع الأشخاص أنفسهم.. نسيت أن أخبركم عن حزام الأمان وأعتقد أنكم استوعبتم كيف قمنا بتحليل سلوك استخدام الحزام، وتواصلنا حول هذه النقطة، وبحثنا في أبعادها وتأثيرها.. الطريف في الأمر أن شخصا من 17 لايربط الحزام أبدا ولن يربطه، وشخص واحد يربطه بانتظام، والبقية تربطه فقط عند السفر أو الحاجز الأمني، ماذا إذا علمنا بأن سنغافورة [3] قامت بتطبيق عقوبات حمل الجوال أثناء القيادة منذ خمسة عشر عاما تقريبا فما بالكم بحزام الأمان ؟!!

كثيرة هي المواقف والقصص، ساد على الدورة جو الألفة والنقاش العفوي، كم استمعت في الأيام الثلاثة للدورة مع إخواني المتدربين، وأرجو أن يكونوا قد استمتعوا واستفادوا من ذلك كله، بسلوكيات عملية في إعادة نظرتهم للأمور من حولهم كما حرصنا على توضيح ذلك في عروض الفيديو والصور وفي تحليل المواقف التي تحدث في الدورة والمواقف التي من تجارب حياة كل منهم .. شكرا لهم ولكل من سعى دوما للرقي بنفسه .. وبالله التوفيق ..

اضغط على الصورة للتكبير [4]

محمد السقاف – الرياض