- سقاف . كوم - http://www.saqaf.com -

منبع الأهداف.. الستة الحاسمة !!

[1]

انتعاش

الفرق بين الرؤية والهدف .. سبق وتحدثنا عنه في المدخل إلى صناعة الأهداف [2] ..

وذكرنا أبرز الملاحظات [3] التي تواجهنا عند تحديد أهدافنا الشخصية ..

ولنتائج أفضل، ذكرنا بعض مجالات الأهداف [4] .. ثم شروط الهدف [5] المثالي ” الذكي ” ..

وإتماما لهذه السلسة، أحببت أن أقيد ماجال بخاطري .. حول منبع الأهداف ..

الجنس البشري ( ولقد كرمنا بني آدم ) ، ( ونفختُ فيه من روحي ) ..

جعل له تركيبة عجيبة، ومزيجا مدهشا يتجلى فيه عظمة الخالق عز وجل ..

ولما أخذت لمحة عابرة في سر منبع الأهداف فينا، كانت النظرة كالتالي :

1- النفس :

وما أدراك ما الفرق بين ” علم النفس ” و ” عالم النفس ” !! الأول يبحث في أحوالها لإرضائها، والثاني يتعمق فيها ليهذبها .. وينقلها من نفس دنيئة إلى لوامة فمطمئنة وراضية مرضية .. فإذا اتبعت هوى نفسك في تحديد أهدافك، فقد تنجح .. ولكنك ستخسر الكثير في المقابل، لأنك لن تسمع إلا صوتك ..

2- الشيطان :

نذكره لأنه القرين، ولأن البعض له مستسلمين .. إذا كانت الأهداف النابعة من النفس ” شهوانية ” فهذه ” شيطانية ” .. منتنة محرقة خبيثة ، لاتكاد ترى آدميا .. بل تكاد تقول : هذا شيطان ..

3- القلب :

 ستسمع نبضه وحركته.. فقط إذا انخفض صوت نفسك .. في قوته وتفاعله، وجريان الدماء منه وإليه يعني ” الحياة ” .. لذا نقول : القلب السليم في الجسم السليم .. فعين القلب ليست كعين الرأس، رؤيتها أوسع ومنظارها أقوى ..

4- الروح:

القوة الغامضة، الساكنة المنفعلة، الجوهر الحقيقي لهذا الإنسان .. تألف السكون، وتعيش في شجون، محروم من عالمها الكثير .. أيكفي أن يكون المنبع : نفسا سامية، وقلبا صاف، وروحا نقية ؟؟ وإذا انطلقت أهدافنا من عالم الروح وحده، كيف ستكون حينها ؟!

5- العقل :

مصفاة التكرير، وآلة التمييز، دولة المنطق والمعلومات .. أصحابه ذو شأن فهم أرباب الحِجا والنهى والألباب والفهوم.. ولكن العقل وحده لايكفي لأن ننطلق منه في أهدافنا .. ولا أن نجعله الركن الأول لأنه ليس بمقياس ثابت أبدا .. فعقلي اليوم ليس كقبل شهر أو كعقل شخص آخر .. فما هو الحل ؟

6- ( ولكن كونوا ربانيين ) :

فقهاء أي ذوي فهم، حكماء علماء معلمين .. لذا اجعل أهدافك مزيجا فريدا بين نفس تهذبت وتأدبت .. وقلب صاف سليم، لايحمل الحقد والغش والخديعة لأحد أبدا .. وبين روح طاهرة نقية، لاتشوبها المكدرات .. قريبة من سرها الأصيل .. وعقل مدرك واع، يجمع بين كل ذلك ليخرج بأفضل النتائج وأدقها ..

اجعل نصبَ عينك دائما، في كل أحوالك .. مفتاح ذلك كله .. طلب رضوان الله، والعمل من أجله، حينها تجد لحياتك معنى آخر .. ولأهدافك قيمة أكبر، ( وماعند الله خير للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) ..